 |
 في الرابع من آب، في "عام الوباء"، انفجر قلب بيروت كاشفاً عن أكبر احتياطي عالمي للفساد في مرفئها. وفي الثالث عشر من آب، في "عام الوباء" أيضاً، انفطر قلب القدس، التي لا مرفأ لها، كاشفاً عن أكبر احتياطي للخسَّة السياسية في "اتفاق أبراهام." وفي تاريخ لاحق، من آب نفسه في "عام الوباء" نفسه، انكسر قلب مفاوض أسطوري حين أوجز مرارته وصدمته العاطفية خلال "اجتماع القيادة" في رام الله، ببلاغة الخاسر التي تشبه بلاغة دانيال في صحيفة توراتية بالية: "مكة لإسماعيل، والقدس لإسحق"، وللفلسطيني الصليب، بلا جلجلة. |
|
 |
 مع بداية تفشِّي الوباء في فلسطين في منتصف آذار٢٠٢٠، نشرتُ ملصقاً خلفيَّتُه لوحة للأسير وليد دقَّة، كُتب عليه، بالعربية والعبرية والإنجليزية والفرنسية: "الحرية لكافة الأسرى الفلسطينيين-الحق في النجاة من الاستعمار والكورونا،" مع دعوة إلى تعميمه "من فلسطين إلى العالم، بكل لغات الأرض، وقبل فوات الأوان". لم يكن مفاجئاً تداوله بشكل واسع ولا ترجمته بلغات إضافية عديدة، نظراً لملامسة قضية الأسرى للضمير الجماهيري، لكن اللافت للانتباه أن رئيس وزراء فلسطيني سابق، هو صاحب مشروع "إقامة الدولة، وإنهاء الاحتلال |
|
 |
 الظلم ظلمات سوداء تولِّدُ الأسئلة، والعدالة فضاءات بيضاء تجهض الإجابات. ونحن في فلسطين، حين نتجاوز البُكم، نتلعثم في سرد إنسانيَّتنا، وإنسانيَّة الآخرين، التي لا تزال الجسور بينها سؤالاً برسم الإجابة. وهذه مساهمة على الطريق. فمثلاً: في 25 أيار 2020، استشهد الأسود جورج فلويد (46 عاماً) في مينيابوليس على يد وحدة من الشرطة الأمريكية البيضاء؛ وفي 30 أيار 2020 استشهد إياد الحلاق (32 عاماً) في القدس على يد وحدة خاصة من الشرطة الصهيونية البيضاء؛ وفي 10 حزيران 2020 استُشهدَت "مقبرة الإسعاف" في يافا على |
|
 |
 "زراوند" زكريا محمد ليس كمثله شعر: فاعلاً، ومشهداً، وتاريخاً، وكينونة. شعرية مسارب تقود كلها إلى سينما قديمة، لا سينما الإنسان التي قضى التعدد على روحها، بل سينما الله ذات المقعد الواحد لـمُخرِجها العبقري، والحائط الواحد لشاشته العملاقة. هناك، "ولد الإنسان مع الصورة. وكان الكون بعينين اثنتين: سوداء وبيضاء. ثم حضرت بعد ذلك الألوان، وتلطخت الكائنات جميعها. غير أن حمار الوحش العنيد وحده، ظل يلعب بالأبيض والأسود". هكذا نقرأ "زرواند"، لأنه هكذا كُتب: تاريخ الله في عين حمار الوحش، وجغرافيا حمار الوحش |
|
 |
 "زراوند" زكريا محمد ليس كمثله شعر، لأنه كتاب رسوليٌّ في زمن الكذب، يُمَفْهِمُ الشعرَ بالشعرِ: وجوداً، وسياسةً، وجمالاً، دون التورُّط في سجالات السطح التي استهلكت الثقافة الفلسطينية في العقدين ونصف الأخيرين. ففي مشهد كثر فيه الشعراء وقلَّ فيه الشعر، يبحث كلٌّ عن مكانه بالكتابة الإلكترونية، أو الحبر السائل، إن أحسن قواعد الإملاء... أما زكريا محمد، فينحت مكانته "بالرمح في أعلى الصخرة"، ويخدش "بإظفره علامته". وبـ"لغة بريل" يكتبُ، بعد أن صار العمى وجهة نظر، والبصيرةُ أيديولوجيا، ولا ينسى الدعاء: "رب |
|
 |
 الحدث فكر ونقد
ما الذي تغير في وظيفة الحديد من "مملكة داوود" إلى "دولة اليهود،" وهل الحديدُ هو السلاحُ أم حاملوه والمتَّرسون به في حروب الانتصارات عن بُعد؟ لا يحتاج الفلسطينيون إلى دروس فلسفية كبرى في "السلطة الحيوية" و"الموت البطيء" و"أطر الحرب" و"سياسات الموت والحياة" "والمعمار الجنائي" للإجابة... فكل ما يحتاجونه قراءةٌ خطيَّة بسيطة في تاريخ الفداء المكتوب بالعنف الاستعماري على أجساد الضحايا في ثلاجات العدو، وشواهد قبور الشهداء فيما تبقى من فلسطين، بالحروف أو بالأرقام. لا يحتاج الفلسطينيون |
|
 |
 قبل قرابة أربعة عقود، أطلقت المناضلة الكاريبية آودري لورد مقولة إنه "لا يمكن لأدوات السيِّد أن تهدم منزلَه، أبداً." وقد لا نجد أبلغ من هذه المقولة ملاءمةً للحالة الفلسطينية التي لن تجدي فيها "الأدوات" الاستعمارية للتحرر من "بيت" الاستعمار الصهيوني، وبخاصة، الانتخابات التي يجري التداول بشأنها مؤخراً، وإمكانية ترشُّح القائد الوطني الأسير مروان البرغوثي للرئاسة الفلسطينية، وقيادة قائمة حركة فتح للمجلس التشريعي، ما سيجعله، ربما، المرشح الأول في التاريخ الذي لن يسمح له بالتصويت في انتخابات بلاده. وعل |
|
 |
 الحدث - فكر ونقد
هذه شذرة إثنوغرافية موجزة، شاهدها هامشيٌّ، وحظُّه من التجربة حظُّ الهامش في تعريف المتن؛ والحاضر الأكبر فيها حسين البرغوثي، وقد كان مداوياً بالشعر والفلسفة والألم. مكانها المسمَّى نيويورك، وأمكنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على القراءة؛ وزمانها المسمَّى العام 2016، وأزمنة أخرى، غير مسمَّاة، مفتوحة على الكتابة. وهي مقدمة قراءة طباقية لعيش الحب كإمكانية لاختبار الشعر، والإحساس بالوقت كإمكانية لاختبار الفلسفة، وانتظار الموت كإمكانية لاختبار الألم... والثنائيات الثلاث كإمكانية مركّ |
|
 |
 ليست جامعة بيرزيت استثناءً إلا في كونها قاعدة للعمل الوطني الفلسطيني منذ العام 1924 وحتى اللحظة. ولعل مبعث اللغط الدائر حول ما حصل في حرم الجامعة، منذ مساء يوم أمس الإثنين وحتى ظهيرة اليوم الثلاثاء، مردُّه مغالطة شائعة في الثقافة السياسية الفلسطينية تخلط، عن قصد أحياناً أو دون قصد في غالب الأحيان، بين العنف الثوري، والعسكرة، والفرجة. فمنذ نبذ منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، للكفاح المسلح وتعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، بعيد اتفاق أوسلو في العام 1993، تعمقت الهوة |
|
 |
 الحدث – توفيق العيسى -
"ما بين جارية وحرة، وقصر وزاوية، وسيد جائر وشيخ عاشق"، يسرد لنا الروائي باسم الخندقجي، حكاية الثورة المستحيلة، في روايته "خسوف بدر الدين" الصادرة حديثا عن دار الآداب في بيروت في قطعها المتوسط المكون من . وفي سرده يصور لنا الخندقجي (36 عاماً) المدينة وهي تنقسم لبياض الناس وسوادها، ذاهبا ببطله لمقارعة السلاطين ومثقفي السلطة، بالحجة تارة وأخرى بالسيف، متقلبا، " لا ينجوا من الانقلاب على نفسه" ململما شتاته في تحد لنفسه والعالم المظلم. |
|